الإبتلاء هو أحد المفاهيم الهامة في الدين الإسلامي، ويرتبط بفكرة أن الله يختبر عباده بطرق متنوعة ليقيس إيمانهم وصبرهم. يُعتبر الابتلاء فرصة لتنقية النفس ورفع الدرجات في الآخرة، وهو من السنن الإلهية التي لا تخلو منها حياة المؤمنين.
والابتلاء شرعا يُقصد به ما يرسله الله تعالى من صعوبات ومشقات في حياة الإنسان ليمتحن قوة إيمانه وثباته. الله يبتلي عباده بما يحبون وما يكرهون؛ قد يكون الابتلاء بالخير أو بالشر، وقد يأتي في صورة فقدان شخص عزيز، مرض، فقر، أو حتى الغنى والنجاح.
والحكمة من الابتلاء ليس علامة على غضب الله أو عقابه، بل هو إشارة إلى حب الله لعبده. في الحديث الشريف: “إذا أحب الله قوماً ابتلاهم”. و الهدف منه هو تنقية النفس حيث يمر الإنسان بالمحن لتنقيته من الذنوب والمعاصي، إذ قال الله تعالى: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”.
والله يبتلي عباده ليظهر مدى قوة إيمانهم وثباتهم. الابتلاءكما أن الإبتلاء يكشف معادن الناس؛ فمنهم من يثبت على الحق ومنهم من ينكسر.
وأيضا الابتلاء يجعل الإنسان يدرك ضعفه ويزيد من توكله على الله، فيتعلق قلبه بالله وحده. حيث نجد على أن هناك نواعان من الابتلاء. الابتلاء بالضراءويشمل الأمراض، الفقر، فقدان الأحبة، والخسائر المادية.
وابتلاء بالسراء ،وهذا النوع قد يغفل عنه البعض، إذ أن الغنى، الجاه، الصحة والنجاح قد تكون كلها اختبارات لمعرفة مدى شكر العبد على النعم.
والصبر هو أحد أعظم الفضائل التي يُطالب بها المسلم عند مواجهة الابتلاء. قال الله تعالى: “وَاصْبِرُواْ إِنَّ الله مَعَ ٱلصَّابرِينَ”. و يكون شكر الله على النعم المتبقية هو مفتاح لتجاوز المحن. قال رسول الله ﷺ: “عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خير . واللجوء إلى الله بالدعاء وطلب التوفيق والسداد، من أعظم الوسائل التي تُخفف الابتلاءات وتجلب الراحة للنفس.
و في النهاية يبقى الابتلاء جزء من حياة الإنسان، وهو وسيلة إلهية لتربية النفوس، وتذكير الإنسان بالهدف الأسمى من حياته وهو العودة إلى الله بقلب نقي وصابر. النجاح في الابتلاء يعتمد على الصبر، الثبات، والشكر، مع اليقين بأن كل ما يرسله الله هو لحكمة قد لا ندركها في حينها، ولكننا نثق بأنه خير لنا في الدنيا والآخرة.
الإبتلاء طريق التحديات نحو الصبر والارتقاء الروحي
أضف تعليقك