في جلسةٍ كان يُفترض أن تكون هادئة، رزينة، و”على قدّ المقام”، تحوّلت قبة البرلمان المغربي اليوم إلى ما يشبه حلقة من برنامج WWE لكن بنكهة مغربية خالصة. مواجهة سياسية حادة بين وزير العدل وفريق العدالة والتنمية اشتعلت شرارتها بسرعة، حتى كادت الكاميرات تطلب “وقت مستقطع” من شدّة التوتر.
الموضوع في الأصل بسيط: سؤال شفوي، جواب رسمي، نقاش مؤسساتي… لكن يبدو أن حرارة الخطاب ارتفعت فجأة لتتحول الجملة الافتتاحية إلى مباراة كلامية عنوانها:
“من يرفع صوته أكثر… يربح الجولة!”
فريق العدالة والتنمية دخل الحلبة مدججًا بعبارات من العيار الثقيل، مع قليل من “التحسّر الممزوج بالمظلومية”، بينما اختار وزير العدل استراتيجية الهجوم المضاد، متخليًا عن الدرع المؤسسي ومفضّلًا أسلوب “الكلاش السياسي المباشر”.
الجمهور؟ منقسم بين من يريد تهدئة الأجواء ومن كان يتمنى لو توضع لافتة:
“المرجو ربط الأحزمة… الجلسة مضطربة جدًا!”
وتوالت اللقطات المثيرة:
– ارتفاع الأصوات
– مقاطعات بالجملة
– ضحكات صفراء
– إشارات بالأيادي تليق بمباراة نصف نهائي لا بجلسة تشريعية
ومع مرور الدقائق، بدا أن البعض نسي أنه داخل مؤسسة دستورية، واختار أسلوب:
“أنا غانجاوبك باش تفهم!”
مما زاد المشهد سخونة وأعطى للمتابعين انطباعًا أن النقاشات داخل البرلمان باتت تحتاج… فرق إنقاذ لا فرق برلمانية.
أما المواطن البسيط، الذي تابع المشهد من منزله، فكان يتساءل:
هل هذه جلسة تشريعية؟
أم تجربة أداء لفيلم سياسي من إنتاج مشترك بين “التشنّج” و”العناد”؟
في النهاية، وبعد هذا الاستعراض المجاني للأعصاب والأصوات المرتفعة، خرج الجميع دون منتصر. فالبرلمان خرج منهكًا من الضجيج، والوزير خرج متعبًا من “البلوكاج اللفظي”، وفريق العدالة والتنمية خرج مقتنعًا أن المواجهة كانت ضرورية… حتى لو لم يفهم أحد ما الذي تغير.
الخلاصة؟
قد نختلف سياسيًا، وقد نتجادل فكريًا، لكن المؤسسات تبقى أكبر من “العناد” وأرقى من “التنابز”.
ويا ليت أصحاب السجالات اليوم تذكروا شيئًا بسيطًا:
أن الشعب ينتظر حلولًا… لا حلقات جديدة من مسلسل “من يصرخ أولًا”.
توقيع دوكيسا بريس ✍️
