في كل شتاء، تتحوّل العرائش إلى مسرحية هزلية سوداء:
السماء تقوم بواجبها، تمطر.
والبحر يقوم بواجبه، يزيد.
والمسؤولون بدورهم… يختفون!
يا سلام! كأننا في مدينة بدون رئيس، بدون مجلس، بدون جماعة… فقط نحن والمطر والحفر والوعود التي تذوب أسرع من “الدلاح ديال الصيف”.
كنا قد حذرنا في المقال السابق، وقلنا بالحرف: الاستعداد قبل المطر وليس بعد الفيضانات.
لكن يبدو أن جماعتنا المحترمة تعتبر التحذيرات “موسيقى صاخبة” لا تصل إلى آذانهم. وعندما تغرق الشوارع، وتتحول الأزقة إلى أنهار، ويصبح المواطن سبّاحًا رغماً عنه… يخرجون علينا بجملة شهيرة:
“لم نكن نتوقع هذا!”
واااعر… المدن المجاورة تستعد، وأنتم ما زلتم “كتفوجّدو غير للشكايات”.
كيف يعقل أن مدينة بحجم العرائش تُسلَّم كل سنة لرحمة الأمطار؟
نفس السيناريو، نفس الفوضى، نفس الأعذار…
وكأننا في مسلسل تركي لا نهاية له.
🚧 البلاعة ما كتخدمش
🚧 الطريق تغرق
🚧 الناس محاصرين
🚧 المسؤولون صامتون
واش حنا مدينة ولا تجربة مخبرية؟
الساكنة اليوم لا تحتاج إلى اعتذار، ولا إلى صور “المسؤولين” واقفين فوق البرك كأنهم في زيارة سياحية.
الساكنة تحتاج إنجاز… تحتاج خدمة… تحتاج استباق وليس “ردّ فعل” بعد وقوع الكارثة.
وإن كانت الأمطار نعمة، فالإهمال لعنة.
والله يكون فعون العرائش… مدينة تصرخ كل شتاء، ولا مَن يسمع.
✍️ دوكيسا بريس
