في عام 1977، شهدت أكاديمية العلوم في باريس حدثًا غير مسبوق، جمع أكثر من 5000 عالم في مجالات العلوم التطبيقية وعلوم البحار والأحياء، حدث جعل الجميع يوقف أنفاسهم احترامًا وإعجابًا.
كان العالم الفرنسي الشهير جاك كوستو، رائد دراسات البحار والاكتشافات البحرية، على المنصة. ومع كل الخطوات التي خطاها نحو المنصة، كانت الأنظار تتبعه بإعجاب، فكان هو الرمز الأكبر للبحوث البحرية في القرن العشرين.
لكن المفاجأة الكبرى جاءت حين تمتم كوستو ببضع كلمات بالعربية لم يفهمها معظم الحاضرين، قبل أن يترجمها إلى الفرنسية ويعلنها بصوت واضح وقوي:
«أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله»
نعم، أسلم جاك كوستو، أشهر عالم بحار في القرن العشرين، أمام أعين العلماء والجمهور الحاضر.
سبب إسلامه: القرآن والبحار
أوضح كوستو سبب تحوله للإسلام قائلاً:
“لقد رأيت آيات الله الباهرة في البحار التي درستها لسنوات طويلة، ثم وجدت القرآن الكريم قد تحدث عنها قبل 14 قرنًا.”
وعندما سأله الحاضرون عن الأمثلة، أشار إلى مشاهد دراسته العملية:
•مضيق جبل طارق الذي يفصل البحر الأبيض المتوسط عن المحيط الأطلسي.
•مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي.
وأوضح كوستو أن دراسة حركة المياه في هذه المضائق أظهرت وجود بحر ثالث يفصل بين البحرين، يتميز بالملوحة والكثافة ودرجة الحرارة وحتى توزيع الأسماك والأمواج، وهو ما أكده القرآن الكريم:
{مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان} (الرحمن: 19-20)
{أمّن جعل الأرض قرارًا وجعل خلالها أنهارًا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزًا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون} (النمل: 61)
وقال كوستو:
“إن هذه الظواهر دليل قاطع أن القرآن الكريم من عند الله، وليس من صنع الإنسان.”
القرآن وتجارب البحار
وأضاف كوستو أن إحدى الآيات الأخرى التي أثرت فيه كانت من سورة الطور:
{والطور * وكتاب مسطور * في رق منشور * والبيت المعمور * والسقف المرفوع * والبحر المسجور} (الطور: 1-6)
وأشار إلى الظاهرة العلمية التي وصفها القرآن بـ**«البحر المسجور»**، حيث تنبعث حرارة ونيران من قيعان البحار والمحيطات، وهي ظاهرة صورها هو وفريقه واستعرضها أمام الحضور.
وفي ختام عرضه، قال:
“القرآن الكريم يظهر آياته في الآفاق وفي أنفسنا، حتى يتبين للناس أنه الحق.”
⸻
هذا الحدث يوضح كيف ألهمت آيات القرآن الكريم أحد أعظم العلماء في القرن العشرين، وأثبتت مرة أخرى العلاقة العميقة بين العلم والدين، وبين اكتشاف أسرار الكون والإيمان بالله