وكما جرت العادة، لم تخلف الأمطار موعدها مع فضح “عبقرية” التخطيط في العرائش، حيث منحتنا الطبيعة مشكورًة مشروعًا جديدًا دون الحاجة لدراسات أو ميزانيات، والنتيجة: مسبح أولمبي مجاني في (بزروا درهم)، مفتوح لعشاق السيكي نوتيك (التزلج المائي)، مع إمكانية الاستمتاع به طوال موسم الأمطار، حتى إشعار آخر!
يبدو أن الطبيعة قررت التدخل لتعويض غياب الرؤية الاستراتيجية، فمن كان يتوقع أن تتحول بعض الشوارع إلى بحيرات، وأن تنضم “المسابح الطبيعية” إلى قائمة المشاريع العشوائية جنبًا إلى جنب مع تهيئة غابة لايبكا؟! ربما علينا التفكير في تحويل هذه الفوضى إلى “مشاريع سياحية”، فمن يدري؟ قد تصبح العرائش يومًا ما عاصمة السياحة الغارقة!
وفي ظل غياب الحساب والعقاب، تبقى الأمطار وحدها هي هيئة المراقبة والتفتيش الأعلى، تكشف المستور، وتفضح “الاجتهادات الهندسية”، بينما نحن، المواطنون، لا نملك سوى أن نراقب المشهد ونردد: “إن لله في غرق المشاريع شؤونًا!