تُعدُّ مدينة العرائش، كغيرها من المدن المغربية، معروفةً بجمال طبيعتها وتاريخها العريق، لكنها في السنوات الأخيرة بدأت تواجه ظاهرة خطيرة تهدد صحة سكانها ونظافة شوارعها. يتمثل هذا التحدي في انتشار عربات يجرها خيول يقودها أفراد يجمعون النفايات ليلاً. هدف هؤلاء الأشخاص هو البحث في أكياس القمامة عن مواد غذائية تصلح كعلف للماشية التي يربونها، وهي ممارسة لها آثار سلبية عديدة على المجتمع والصحة العامة.
مخاطر الظاهرة على الصحة العامة
ليست فقط مصدر إزعاج لسكان المدينة، بل إنها تحمل مخاطر صحية كبيرة. فعندما يتم استغلال بقايا الطعام من النفايات لإطعام الحيوانات، قد تحتوي هذه البقايا على مواد ضارة أو فاسدة، ما يعرض هذه الحيوانات للأمراض، وبالتالي تنتقل هذه الأخطار إلى الأشخاص الذين يستهلكون منتجاتها مثل الحليب أو اللحم. وفي حالة انتشار الأمراض الحيوانية، فإن ذلك يشكل تهديداً حقيقياً على الصحة العامة وقد يؤدي إلى انتشار أوبئة تتطلب تدخلات طبية مكثفة ومكلفة.
وأما التأثيرات البيئية السلبية فهؤلاء الأشخاص يساهمون في تلوث البيئة بشكل كبير. ففي عملية فرز الأكياس البلاستيكية للحصول على العلف، يقومون بتمزيق هذه الأكياس ورمي ما تبقى من النفايات في الطرقات والأزقة. نتيجة لذلك، تتجمع الكلاب الضالة حول النفايات المتناثرة، ويزداد انتشار الروائح الكريهة التي تنغص حياة السكان. كما أن تراكم النفايات في الشوارع يسهم في انتشار الحشرات والأمراض، ويشوه المنظر العام للمدينة.
فمن الضروري فهم الأسباب التي تدفع بعض الأفراد إلى اللجوء لمثل هذه الممارسات، حيث يرجع البعض الأمر إلى الفقر وصعوبة توفير العلف للحيوانات، مما يدفع هؤلاء الأشخاص إلى البحث في النفايات عن مواد غذائية مجانية. هناك أيضاً نقص في الرقابة والتنظيم لهذه الأنشطة، مما يجعل مثل هذه التصرفات شائعة رغم خطورتها.
ولمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة، يجب العمل على اتخاذ إجراءات متعددة تشمل تعزيز الرقابة بحيث ينبغي على السلطات المحلية وضع آليات رقابة صارمة لمنع هذه الأنشطة وتطبيق قوانين تجرم استخدام النفايات كعلف للحيوانات.
وفي ما يخص التوعية الصحية يجب تنظيم حملات توعية تشمل المجتمع ككل، خصوصاً المربين للحيوانات، لتبيان مخاطر هذه الممارسات على صحة الإنسان والحيوان.
وكذالك يجب مراقبة أصحاب هذه العربات التي تجر ها الخيول والتعامل معهم بصرامة بمنعهم من القيام بمثل هذه الأفعال .
والأهم من هذا كله هو تحسين نظام جمع النفايات وتحسين آلياته تتجلى في جمع النفايات من خلال استخدام حاويات مقاومة للتلاعب، وتنظيم مواعيد واضحة لجمع النفايات تفادياً لتراكمها ليلاً.
إن مواجهة هذه الظاهرة في مدينة العرائش تتطلب تعاون الجميع، بدءًا من السلطات المحلية إلى المواطنين والمجتمع المدني. لا يمكن التغاضي عن هذه الظاهرة بسبب تأثيراتها الصحية والبيئية، لذا، فإن اتخاذ خطوات جادة في هذا الإطار هو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة المجتمع ونظافة المدينة.
ظاهرة عربات جمع النفايات في مدينة العرائش وأثرها السلبي على الصحة والبيئة
أضف تعليقك