🌊 انطلاق سلسلة “صوت البحر” على دوكيسا بريس
📣!!! الحلقة الثانية
يُعد سردين العرائش من أجود أنواع السردين في المغرب، ومن العلامات المميزة التي طبعت هوية المدينة الساحلية المطلة على المحيط الأطلسي. فهنا، حيث يلتقي نهر اللكوس بالمحيط، تتشكّل واحدة من أغنى البيئات البحرية في المملكة، بيئة تمنح الأسماك نكهة فريدة وجودة استثنائية قلّ نظيرها.
سر تميز سردين العرائش لا يقتصر على المصادفة، بل هو نتاج تفاعل طبيعي وإنساني متكامل. فالموقع الجغرافي للعرائش يجعل مياهها غنية بالعوالق البحرية، بفضل امتزاج المياه العذبة بالنهر بالمياه المالحة القادمة من أعماق الأطلسي، وهو ما يمنح السردين غذاءً متنوعًا وطبيعيًا يجعله أكثر طراوة ودهونًا وأغنى في قيمته الغذائية.
أما التيارات الأطلسية الباردة التي تمر بمحاذاة سواحل العرائش، فهي تضيف عنصرًا آخر من التميز، إذ توفر بيئة مثالية لتكاثر السردين ونموه في ظروف نقية ومستقرة. هذه التيارات تحمل معها كميات هائلة من الأوكسجين والعناصر المغذية، مما يجعل السردين هنا أكثر حيوية ولمعانًا من أي مكان آخر في المغرب.
غير أن السر الأكبر لا يوجد في البحر وحده، بل في الإنسان الذي يصطاده. فالصياد العرائشي هو وريث تقاليد بحرية ضاربة في التاريخ، يجمع بين الحنكة والخبرة، ويعرف متى وأين يصطاد وكيف يتعامل مع البحر بحذر واحترام. هذه العلاقة الروحية بين البحّار والبحر تجعل كل سمكة سردين تخرج من ميناء العرائش تحمل في طعمها بصمة المكان والإنسان معًا.
لهذا لا يُستغرب أن يقال في الأسواق المغربية: “السردين “ها ذيال العرائش” ، فبين ملح الموج ونكهة العرق، وبين تعب الليل وفرحة الصباح، يولد سردين العرائش كأجمل هدية من المحيط، شاهداً على أن الملوحة لا تمنع العطاء، بل تصنع نكهة الحياة.
✍️ تحرير: رضى ألمانيا
#دوكيسا_بريس_نافذة_البحر #وصوت_المدينة
