يعاني مستشفى الأميرة لالة مريم من وضع كارثي لا يرقى إلى الحد الأدنى من معايير المرافق الصحية، حيث تحوّل إلى مكان يعج بالفوضى وسوء التدبير، في ظل غياب الرقابة والمحاسبة.
وسط هذا الوضع المزري، يبرز شخص يُدعى “السي الكالة”، الذي يتصرف داخل المستشفى وكأنه ملك خاص، يتنقل بحرية مطلقة، ويمارس أنشطة خارج نطاق مهنته الطبية، دون حسيب أو رقيب. أما حالة المستشفى، فلا تمت بصلة لمؤسسة صحية، بل أقرب إلى مكان مهمل يغرق في العشوائية والتردي، حيث تنعدم النظافة وتنبعث من قسم المستعجلات روائح كريهة لا تختلف عن مستودع الأموات.
المرضى الذين يلجؤون لهذا المستشفى يجدون أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مر: إما العودة أدراجهم بعد أن يصدموا بالواقع البائس، أو البقاء على مضض في انتظار “المجهول”، وهو ما يدفع الكثيرين إلى تفضيل التعايش مع آلامهم على أن يمروا بهذه التجربة القاسية.
إن قطاع الصحة يعد ركيزة أساسية لحفظ كرامة المواطن، لكن الوضع في مستشفى الأميرة لالة مريم يعكس صورة مؤلمة عن الإهمال والتقصير، مما يستوجب تدخلاً عاجلاً من الجهات المسؤولة لوضع حد لهذه المهزلة التي تمس حق الإنسان في العلاج بكرامة.
هذا نداء للمسؤليين ، فالوضع لم يعد يحتمل المزيد من التجاهل