في مستشفى الأميرة لالة مريم بالعرائش، لا تزال كرامة المواطن تُدهس كل يوم، تحت أقدام الإهمال الإداري، وبمباركة من سي “كلا” — المسؤول الذي يبدو أنه لا يتبع أي قانون، ولا يعترف لا بالمديرة الجهوية ولا بالمندوب الإقليمي ، وكأن المستشفى إرث خاص، لا مرفق عمومي.
اليوم، حلقة أخرى من مسلسل طويل اسمه “سير واجي”.
أب مكلوم، حمل فلذة كبده منذ السابعة صباحًا، وجلس بها يُطارد خيوط الأمل بين قاعات الانتظار، ساعات وساعات، فيما ابنته تصارع الموت… لكن يبدو أن الموت في العرائش يحتاج إذنًا إداريًا أيضًا!
القرار؟ بكل بساطة: “سِير بيها لطنجة”، وكأن الطب عندنا تطبيق تنقّل، وليس حقًا دستورياً.
والإجراءات؟ ناقصة طبعًا، لأن التوقيع ضاع، والملف ما زال في “الطريق”، و”الواحد ماشي خدام”. لولا يقظة سائق إسعاف تابع لشركة كراء، لتأخرت الحالة أكثر… وربما انتقلنا من البحث عن علاج إلى تجهيز جنازة.
وهنا، نسأل:
من يحمي “السي كلا”؟
ومن يسمح له بالاستهتار بحياة الناس؟
ومن يجعل من مستشفى لالة مريم مقبرة للثقة، وساحة مفتوحة للذلّ اليومي؟
نعم، الذنب الوحيد لهؤلاء المواطنين أنهم ينتمون لإقليم العرائش، حيث الصحة خيار، لا حق… وحيث “المسؤول” لا يُحاسب، بل يُصفق له في المناسبات.
الله يشافي بنت هذا الأب، والله يأخذ الحق في كل مسؤول ينام والناس تتألم…..