في مدينة العرائش، وبينما يئنّ الأحياء تحت وطأة الإهمال، يبدو أن الموتى أيضًا لا يحظون بعدالة متساوية.
فمقبرة اليهود بالمدينة تُضرب بها الأمثال في النظافة والتنظيم: حملات نظافة دورية، صيانة مستمرة، ومساحات مرتّبة تحترم ساكنيها الأبديين… كأنها حديقة عامة لا مقبرة.
وفي الجهة المقابلة، مقابر المسلمين تشهد واقعًا مختلفًا تمامًا: أعشاب طفيليّة، نفايات متناثرة، شواهد ضائعة، وأسوار متهالكة. مشاهد تحوّل “دار الحق” إلى مرآة لإهمالنا المزمن، وكأننا نُعلنها صراحة: التكريم للميت يوم دفنه فقط، وبعدها فليتولّه الغبار!
هل يحتاج موتانا إلى جنسية ثانية؟ أم نُشيد لهم جمعية للعناية بالمقابر… بشرط أن تكون تحت إشراف دولي؟
أم أن شعار “النظافة من الإيمان” لا يسري على قبور المسلمين؟
في النهاية، يبدو أن حتى الموتى في العرائش يُعاملون وفقًا لنوع “الهوية”… أما الكرامة، فهي في إجازة مفتوحة!
دوكيسا بريس – حيث نكتب ما لا يُقال… ونضحك حين يكون البكاء واجبًا.