في مغرب العلم والمعرفة… حيث تُكرم العقول، وتُشاد الجامعات على قواعد الجهد والكدّ، طلع علينا رجل من طينة خاصة… أستاذ جامعي يُدعى قيلش، رجل لم يكتفِ بتدريس الطلبة، بل قرر أن يختصر لهم الطريق:
الماستر؟ موجود… فقط ادفع.
في زمن أصبح فيه الحمار يُرشّح لمناصب عليا في الجامعة لو كان يحمل شهادة مزورة، صار “قيلش” واحدًا من روّاد السوق الأكاديمي الحر:
اشترِ الآن، واحصل على دبلومك مع ختم رسمي وابتسامة عريضة.
ولِمن لم تسعفه الذاكرة أو لم يُصدق بعد، نقول له ببساطة:
“مْحدّها كتقاقي، وهي كتزيد فالبيض…”
أجل، كلما حاول البعض تغطية الفضيحة، تساقطت قشور البيض على رؤوسهم، وازدادت رائحة الفساد.
في ظل هذه المأساة، لا حديث عن طلاب بسطاء نحتوا الصخر، ولا عن باحثين قضوا لياليهم بين المراجع. هؤلاء خارج اللعبة. اللعبة الآن تُدار بمنطق آخر: “كم تدفع؟ ومتى تَسلّم الماستر؟”
إننا أمام لحظة مفصلية، لا تحتاج إلى تحقيق طويل، بل إلى ضمير حي. لكن يا حسرة… الضمير دخل هو الآخر في سبات أكاديمي عميق، وربما هو الآن بصدد إعداد دكتوراه وهمية حول “أخلاقيات التعليم في زمن قيلش”.
وفي الختام، نرفع القبعة… ليس احترامًا، بل تفاديًا لسقوط البيض علينا من أعلى هرم الجامعة.
✒️ عن هيئة تحرير دوكيسا بريس