تخيل معي دولة تشبه فندق خمس نجوم… لكن بدون كهرباء، ولا ماء، أو حتى أسِرّة. ومع ذلك، عند الباب، يقف حارس صارم يطلب منك تأشيرة دخول، ويجب عليك أن تدفع رسومها! لتدخل الجنة الموعودة حيث لا وجود لأبسط مقومات الحياة، وحيث الفقر والجوع والوقوف في الطوابر الطويلة هما الطابع الرسمي بها . مرحباً بك في دولة “المدينة الفاضلة”
تلك الدولة التي تتعامل مع الوافدين وكأنها قطعة من الجنة على الأرض، في الوقت الذي تعيش فيه على شفا حفرة من الانهيار الاقتصادي. والأجمل من ذلك، أن الدولة تُصرّ على فرض التأشيرة، ليس لحماية مواردها لأنها لا تملك شيئًا يحميه أصلاً – ولكن لتذكيرك أن كرامة الجوع والفقر تساوي مالاً، والكثير منه.
هل تريد أن تزورها؟ بالطبع! فمن منا لا يحلم بزيارة دولة كل شعبها يريد مغادرتها برغم أنها تعد من الدول الغنية بالبترول.وأما التعليم بها فهو عبارة عن نكتة مضحكة تروى في المقاهي ، مثلها مثل الصحة ، و…… والقائمة طويلة .
و السخرية في هذا الامر هو أن الدولة تفرض عليك التأشيرة وكأنها تقول: “نحن مميزون جداً، ونحتاج إلى تصفية من يدخل إلينا.” تصفية من ماذا بالضبط؟ من الهواء النقي؟ من الفرص؟ أم ربما من الفكر الكرغولي القائم على نهب وسرقة خيرات البلاد .
و عندما تحصل أخيرًا على تأشيرتك الغالية وتحل بها، تجد أن الحلم الجميل كان مجرد خدعة .يا لها من مفارقة! تدفع رسومًا لزيارة مكان حتى أهله يرغبون في مغادرته بأي ثمن. جراء النهب المستمر من طرف عصابة الأربعين حرامي .
أليس من المدهش أن تجد دولة تفرض قيودًا على من يرغب في الدخول إليها، بينما معظم مواطنيها يختارون العيش خارج مستنقع الفساد والإستبداد “وعش نهار تسماع خبار”