مع أولى إشارات الشتاء، تعود التحذيرات وتعود معها المخاوف القديمة ذاتها. فالأجواء المتقلبة التي تعرفها مناطق واسعة من بلادنا تستدعي يقظة حقيقية من المواطنين، خصوصًا مستعملي الطرقات الذين يواجهون يوميًا مخاطر الانزلاقات، ضعف الرؤية، وارتفاع منسوب المياه في لحظات غير متوقعة.
لكن اليقظة وحدها لا تكفي. فقد آن الأوان أن تتحمل الجهات المسؤولة—وعلى رأسها الجماعات الترابية—مسؤولياتها كاملة، وأن تتعامل بجدية مع ما يتكرر كل شتاء دون استثناء. وفي مدينة العرائش على وجه الخصوص، لم يعد مقبولًا أن نجد أنفسنا أمام نفس السيناريو: شوارع تغرق، بالوعات مختنقة، طرق تتحول إلى برك مائية، وتدخلات تأتي متأخرة بعد أن يكون الضرر قد وقع.
المطلوب اليوم ليس تعليق النداءات فقط، بل إجراءات ملموسة على الأرض: تنظيف حقيقي لقنوات الصرف، استعدادات استباقية، وفِرَق تدخل جاهزة قبل سقوط أول قطرة مطر. فالمواطن أدى دوره في التنبيه، ويبقى على الفاعلين المحليين أن يقوموا بدورهم الكامل دون تهاون.
شتاء هذا العام قد يكون أقسى، والوقاية لا تبدأ حين تهطل الأمطار، بل قبل ذلك بكثير. فسلامة الناس ليست ملفًا موسميًا، بل مسؤولية يومية.. والمسؤولية مشتركة، لكن العبء الأكبر يقع على من يملك القرار والإمكانيات.
اللهم الطف ببلادنا واحفظ الجميع.
دوكيسا بريس ✍️
