بقلوبٍ يعتصرها الألم، وعيونٍ تفيض بالحزن، تنعى هيئة تحرير دوكيسا بريس أحدَ أعمدة الموسيقى الأندلسية في شمال المغرب، وأحد الوجوه النادرة التي وهبت عمرها لصون هذا التراث العريق، الفقيد الهرم: أحمد الطود، الذي رحل عن دنيانا تاركًا فراغًا لا يُملأ.
لقد كان الفقيد رحمه الله صوتًا نقيًا من زمنٍ جميل، حمل بين أنفاسه أنغام الأندلس، وصان بوفائه ما حاول النسيان أن يطمسه، فكان معلمًا، وفنّانًا، وأبًا روحانيًا لكل من عشق هذا اللون الأصيل من الفن.
رحل أحمد الطود، وبه يترجّل فارسٌ من فرسان الثقافة، وتنطوي صفحةٌ من صفحات الإبداع المغربي النقي، لكن صوته، وأثره، وحب الناس له، سيبقون أحياء ما دام في هذا الوطن من يعشق النغمة الأصيلة والكلمة الراقية.
نسأل الله العلي القدير أن يُنزل على روحه الطاهرة شآبيب رحمته، وأن يجزيه خير الجزاء عمّا قدمه للفن والإنسانية، وأن يُلهم ذويه وأحبّاءه وكل أفراد الأسرة الفنية الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.